2025-07-29 16:25:46
كشف استطلاع حديث أجراه اتحاد اللاعبين المحترفين (FIFPro) عن أن 87% من لاعبي كرة القدم المحترفين يؤيدون فرض قيود على عدد المباريات المتتالية، مشيرين إلى أن عبء المباريات الكثيفة يؤثر سلبًا على أدائهم وصحتهم. وجاء في التقرير، الذي شمل آراء 1055 لاعبًا و92 خبيرًا في الأداء الرياضي، أن اللاعبين يعانون من إرهاق شديد بسبب الجداول المزدحمة، مما دفعهم إلى المطالبة بتغييرات جذرية في نظام المباريات.
ضغوط المباريات المتتالية وتأثيرها على اللاعبين
أظهر الاستطلاع أن نصف اللاعبين الذين شملهم الاستطلاع تعرضوا لإصابات بسبب كثافة المباريات، بينما أفاد 40% بأن الجدول المكثف أثر على صحتهم العقلية. كما أكد 50% من المشاركين أن أنديتهم أو منتخباتهم الوطنية قلصت فترات الراحة بين المواسم، مما زاد من معاناتهم.
ومن بين اللاعبين الذين شاركوا في الاستطلاع، ينتمي عدد كبير إلى دوريات النخبة مثل الدوري الإنجليزي الممتاز والليغا الإسبانية والكالتشيو الإيطالي والدوري الفرنسي، مما يؤكد أن المشكلة عالمية وليست محصورة في منطقة معينة.
السفر الطويل وتأثيره على الأداء
أشار اللاعب التشيلي أرتورو فيدال، الذي يمثل لاعبي الأمريكتين في اتحاد FIFPro، إلى أن السفر لمسافات طويلة بين القارات يزيد من التحديات التي يواجهها اللاعبون. وقال: “التغيرات المفاجئة في المناطق الزمنية والمناخ تؤثر سلبًا على الأداء البدني والتعافي”. وأضاف أن بعض اللاعبين قطعوا أكثر من 200 ألف كيلومتر في المواسم الثلاثة الأخيرة، وهو ما يعادل الدوران حول الكرة الأرضية خمس مرات.
أمثلة صادمة على الإفراط في المباريات
كشف التقرير عن حالات صادمة لبعض اللاعبين الذين اضطروا لخوض عدد غير معقول من المباريات دون راحة كافية. ففي نهاية عام 2020، لعب النجم الكرواتي لوكا مودريتش 24 مباراة متتالية، أي أربع مرات أكثر من الحد الأقصى الموصى به من قبل خبراء الأداء الرياضي.
مطالب اللاعبين والخبراء بتغيير النظام الحالي
طالب أكثر من 72% من اللاعبين بوضع حد أقصى للمباريات المتتالية لا يتجاوز أربع مباريات، بينما اقترح نصفهم فرض راحة إجبارية بعد كل ثلاث مباريات. كما أيد الخبراء في مجال الأداء الرياضي هذه المطالب، محذرين من أن الاستمرار في النظام الحالي يعرض اللاعبين لمخاطر جسدية ونفسية خطيرة.
خاتمة: الحاجة إلى إصلاحات عاجلة
يدعو التقرير الاتحادات والجهات المنظمة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية اللاعبين، مثل تقليل عدد المباريات المتتالية وضمان فترات راحة كافية بين المواسم. ويؤكد أن اللاعبين “ليسوا آلات” بل بشر يحتاجون إلى الراحة والتعافي للحفاظ على مستوياتهم الرياضية وصحتهم العامة.
هذه النتائج تضع مسؤولية كبيرة على عاتق الاتحادات الرياضية والأندية لمراجعة سياسات المباريات وتقليل العبء على اللاعبين قبل أن تتفاقم الأزمات الصحية في عالم كرة القدم.