2025-07-30 09:49:43
أثارت تصريحات بعض المشايخ حول حرمة ما يعرف بـ"التحفيل" (السخرية الجماعية) على جماهير النادي الأهلي بعد هزيمته الكبيرة أمام صن داونز بطل جنوب أفريقيا، موجة عارمة من الغضب والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون أن هذه الفتوى تمثل تدخلاً غير مبرر في الشأن الرياضي.
وكان عضو هيئة كبار العلماء الدكتور محمود مهنا قد أكد في تصريحات صحفية أن "السخرية المتبادلة بين جماهير الكرة مكروهة كراهة التحريم"، معتبراً أن ما حدث بعد مباراة الأهلي من سخرية مبالغ فيها "مرفوض شرعاً". إلا أن هذه التصريحات قوبلت بموجة سخرية لاذعة من نشطاء السوشيال ميديا الذين رأوا فيها محاولة لاستغلال الدين في الصراعات الكروية.
سخرية واسعة وانتقادات حادة
لم تترك التعليقات الساخرة على منصات فيسبوك وتويتر مجالاً إلا وطرقته في نقد الفتوى، حيث علق وليد الأمير بسخرية: "الآن أصبح التحفيل حراماً، وبعدين حيكون فيه إيه؟ حتى الدين بيحاولوا يطوعوه لصالحهم". بينما تساءل سامي صالح الحنفي: "هل رواه مسلم أم مالك؟ وإذا حفلت ثم استغفرت، هل تقبل توبتي؟"، في إشارة إلى السخرية من تحويل الأمر إلى مسألة دينية.
ولم تكتفِ الناشطة سوما شلال، مشجعة الزمالك، بالسخرية فقط، بل ذهبت إلى حد القول: "وطبعاً التحفيل علينا حلال، ده ناقص تفتي برجمنا"، في إشارة إلى ازدواجية المعايير. كما علق علي المصري متسائلاً: "الدين أصبح ألعوبة في عصر الإنجازات"، في إشارة إلى توظيف الخطاب الديني في غير موضعه.
دفاع عن الفتوى وخوف من الفتنة
من جهته، دافع عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية عبد الغني هندي عن فتوى الدكتور مهنا، مؤكداً أن الهدف منها هو "درء الفتنة"، وقال: "إن هذه الأجواء تخلق تشاحناً قد يصل إلى القتل، كما حدث في أكثر من حادثة سابقة بين المشجعين". وأضاف أن تصريحاته جاءت لتحذير الجماهير من الانزلاق في العنف تحت غطاء السخرية الكروية.
جدل متجدد حول دور رجال الدين
يأتي هذا الجدل في سياق النقاش الدائم حول مدى تدخل رجال الدين في الشؤون الاجتماعية والرياضية، حيث يرى كثيرون أن مثل هذه الفتاوى تزيد من حدة الاستقطاب في المجتمع، بينما يرى آخرون أن التحذير من خطاب الكراهية والسخرية المؤذية ضرورة شرعية واجتماعية.
في النهاية، يبقى السؤال: أين يقع الخط الفاصل بين حرية التعبير والسخرية البريئة، وبين الخطاب الذي قد يتحول إلى عنف أو فتنة؟ وهل يجب أن يكون للدين دور في تنظيم مثل هذه التفاعلات الاجتماعية، أم أن الأمر يجب أن يظل في إطار المنافسة الرياضية فقط؟ الجدل حول هذه القضية ما زال مفتوحاً.
